العمل بالعلم وقيمة الرحمة
ملخص: إنّ التشديد على أهمية اقتران العلم بالعمل به لا يعني عدم وجود قيم أخرى تدخل في تقويم سلوك المتعلّم. ومن أهم هذه القيم هي قيمة الرحمة.
إنّ امتلاك الإنسان العلم لا يجعله معصوماً في مجال العمل به، أو أنّه يصبح ضرورياً أن يحاسب بقسوة على أدنى تقصير في العمل به، فالعمل بالعلم قد يحتاج إلى فترة طويلة من المجاهدات، والتجارب، والخبرة، خصوصاً في ضمن مجتمع بعيد عن ذلك العمل.
وبعض الناس يقيّم بقسوة أخطاء أهل العلم -خصوصاً الديني منه-، ولو كانت صغيرة، تحت حجج ومسميات كثيرة لا يتّسع المجال لذكرها هنا.
وقد يؤثر هذا التقييم من قبل الآخرين على تقييم أهل العلم لذاتهم، وقد يُبعدهم عن مساحات في الحياة بحجة أنهم سيتعرّضوا إلى تقويم قاسٍ عند أول خطأ.
وهذا السلوك يُظهر أحياناً تناقضاً صارخاً بين القسوة على تقويم سلوك أهل العلم -خصوصاً الديني منه-، وبين تساهل وتسامح لا حدود له في تقويم سلوكيات أهل المعاصي، فنجدهم يقدّمون كل الأعذار والتبريرات والتفسيرات للمعاصي من قبل عامة الناس، ولكن ينقلب الأمر عندما تصدر أي خطأ من جانب أهل العلم الديني.
وطبعاً هذا الكلام لا يقصد التعمية على أخطاء أي كان، أو إعطاء حصانة من النقد لأي شريحة، ولكنه يهدف أساساً على التأكيد على قيمة مهمة وأساسية وقد تكون مغيّبة كثيراً في سلوكياتنا اليومية ومشاعرنا، ألا وهي الرحمة في التعامل، والتي تشمل أهل العلم الصادقين في سعيهم لتطبيق علمهم في ميدان الحياة، ولو صدرت عنهم أخطاء أو تقصير.
آخر تحديث: 13 كانون الثاني 2020.
نشر: 4 كانون الثاني 2020.
اترك تعليقاً