تعمل محرّكات البحث (Search engines) كوسيط بين مستخدمي الإنترنت ومحتوى مواقع الإنترنت، فهي تفهرس محتوى المواقع وتوفّر ميزة البحث فيها.

يعتبر Siva Vaidhyanathan أن محرك البحث غوغل (Google) يجب أن لا يسلم من النظرة النقدية، فهو المنظار الذي من خلاله نتصفح الإنترنت، ولديه انحيازات في تقديمه لنتائج البحث؛ فهو يُفضّل المعلومات المُتداولة بكثرة على المعلومات الدقيقة والمواقع القديمة على الجديدة…هذه الانحيازات تؤثّر في الطريقة التي نُقدّر فيها الأشياء ونتعرّف عليها وكيف نتجوّل في عوالم الثقافة والأفكار¹، ويضيف ونحن نسمح لغوغل، بشكل مفرط، أن يختار ما هو المهم والمتعلق بالموضوع والصحيح على الشبكة العنكبوتية وفي العالم… بفهرسته تقديراتنا الشخصية والجماعية، آراؤنا و(الأهم) رغباتنا² وهو: يحكم الشبكة العنكبوتية، رغم أنه لم يحصل أي استفتاء لتحديد حكّام الشبكة، ولم تعيّن أي دولة غوغل في منصبه.³

ويرى خالد الغمري أن هذه الخاصية في طريقة عمل غوغل ترسخ سلطة الثقافة الجماهيرية في تحديد ما هو مهم وأفضل، وتؤدي إلى تلويث ممنهج للمعرفة:

وما تراه جوجل تمكيناً معلوماتياً ومعرفياً يراه البعض تجسيداً للمفهوم الشعبي للمعرفة يهدد جودة المعرفة ودقتها. فتعريف جوجل للمعرفة إحصائي بحت يعتمد بالأساس على ما يمكن قياسه. وهذا التعريف يرسخ سلطة حكمة الجماهير في تحديد المهم والأفضل، فما تختاره الجماهير ينمو وينتشر، وما لا تختاره يضمر ويختفي. فقد يرى محرك بحث جوجل أن موقعاً لغير متخصص أكثر أهمية من موقع آخر يمتلكه متخصص، لأن معادلة جوجل تقول ذلك. قد يرى البعض هذا الموقع تافهاً وسطحياً، لكن هذا لا يهم إن كان رأي الأغلبية عكس ذلك. ويرى Andrew Keen في كتابه “طائفة الهواة: كيف تقتل الإنترنت ثقافتنا”⁴ أن المعرفة التي تصلنا عن طريق جوجل بهذه الطريقة ليست الأصح أو الأدق بل فقط الأكثر شعبية والنتيجة تلويث ممنهج للمعرفة.⁵

الإنترنت غير المرئي لكن ما يقوم غوغل (Google) بفهرسته ليس كل المحتوى المتوفّر على الإنترنت، فهناك جزء مهم من الإنترنت يقال له: النت غير المرئي، وهو عبارة عن المعلومات المخزّنة في قواعد البيانات (databases)⁶، وهي عكس الصفحات التي يمكن لبرمجيات غوغل وغيرها من الوصول لها وفهرستها. هذا الجزء مهم ويكبر باستمرار، على سبيل المثال: أرشيف الصحف والمجلات. تشير بعض التقديرات إلى أن المعلومات في الجزء الخفي هي 400 إلى 550 مرة أكبر من الجزء المرئي من الإنترنت.⁷

آخر تحديث: 13 كانون الثاني 2020.

نشر: 4 كانون الثاني 2020.