بين التعلّم النشط والتعلّم العملي
يكثر الحديث عن التعلّم النشط (active learning) كطريقة حديثة في التعليم تنمّي التفكير وتعمّق التعلّم وتسهم في خلق تلميذ مبتكر ونقدي. وذلك في مقابل التعلّم السلبي (passive learning) والذي يحصل عندما يكون التلميذ في حالة تلقّي فقط للمعلومات من دون أن يقوم بأي تفاعل معها أو استكشافها بنفسه. في التعلّم النشط هناك قسم نظري يقدّم للتلامذة، وهناك قسم عملي (نشاطات، تمرينات، زيارات ميدانية، تطبيقات) يقوم فيه التلميذ بتطبيق ما تعلّمه واكتشاف أشياء جديدة متعلّقة بما تعلّمه في القسم النظري.
ولكن هناك نوع من التعلّم، يسمى بالتعلّم عبر العمل أو التعلّم العملي (action learning)، يعتبره دعاته أنه من أنواع التعلّم الأكثر نفعاً للمهارت والخبرات، وهو يحصل عبر العمل الميداني في المجال المراد تعلّمه واكتساب خبرة فيه، وعبر التأمل والمراجعة لما يحصل في سياق ذلك. وهناك عدة التعريفات لهذا التعلّم، تختلف فيما بينها في النطاق والشمولية، حتّى أن بعض استخدامات هذا المصطلح يجعله يشمل التعلّم النشط.
استخدم Reg Revans لأول مرّة مصطلح التعلّم عبر العمل (action leanring) بشكل منشور عام 1972.
اليوم بات المصطلح يعني كل شيء بين النشاطات الخارجية outdoor activities إلى مجرد التعلّم عبر التطبيق learning by doing القديم1.
بحسب Revans، فإن التعلّم العملي هو توجّه في حل المشكلات (problem solving)، وتشتمل على القيام بعمل أو مبادرة وتأمّل حول النتائج. وهذا يساعد في تطوير عملية اتخاذ القرار كما في تبسيط الحلول المقدّمة من قبل الفريق2.
ولأن هذا النوع من التعلّم قد برهن أنه فعّال جداً في تطوير عدد من مهارات القيادة الشخصية وحل المشكلات الجماعي 3, فقط أصبح جزءاً من برامج تطوير القيادة في الشركات والمنظمات. وهذه الاستراتيجية تختلف عن البرنامج الدراسي الذي يقوم على مبدأ قياس واحد يناسب الجميع
(one size fits all), والذي هو خاصية عدد من برامج التدريب والتطوير.
Reginald Revans :
(1997-2003)
تربوي إصلاحي (1933-1945)، واستاذ في الإدارة 1955-1965 واستشاري وباحث مستقل حتى وفاته عام 2003 على عمر 95 عاماً.
معظم كتاباته وعمله كان مبنيّاً على تجربته حول العالم، ولكن بالخصوص في المملكة المتحدة، ودول أخرى خصوصاً بلجيكا، السويد، مصر، الهند، أستراليا، وأقل منها في الولايات المتحدة. وكان له تجربة واسعة في بلدان أوروبية وشرق أوسطية أخرى في القطاعين العام والخاص.
ترك Revans خلفه مصدر غني من المواد المنشورة عن هذه التجارب، ولكنه فقط عام 1972 بدأ يستخدم عبارة التعلّم عبر العمل
(action learning) لوصف نظريته وعمله. صرف الأعوام 1972-1983 لتوضيح توجّهه في منشورات متعدّدة، مقترحاً تفسيرات تعريفية عملية وليس حاسمة، وتشمل التالي: التعلم عبر الممارسة learning-by-doing هو وصف غير كافٍ للتعلّم عبر العمل… هو تعلّم للتعلّم عبر العمل مع الآخرين ومنهم، الذين يتعلّمون ليتعلموا عبر العمل (كتابه الصادر عام 1980، ص288). كان فهمه أنه
لا يمكن أن يكون هناك عمل action بلا تعلّم، ولا تعلّم بلا عمل، وأن
التجربة هي أفضل برنامج دراسي curriculum وأن الزملاء colleagues هم أفضل معلّمين” (كتابه الصادر عام 1982، ص349)4
آخر تحديث: 13 كانون الثاني 2020.
نشر: 4 كانون الثاني 2020.
-
R. L. Dilworth et al. (eds.), Action Learning and its Applications (Palgrave Macmillan, 2010), p. 68.↩︎
-
Revans, R. W. (1998) ABC of Action Learning. London: Lemos and Crane.↩︎
-
Michael Marquardt, Ng Choon Seng , and Helen Goodson. (2010).
Team Development via Action Learning
, Advances in Developing Human Resources, SAGE Publications, pp. 241–255.↩︎ -
R. L. Dilworth et al. (eds.), Action Learning and its Applications, p. 69.↩︎